أقيل ثلاثة أكاديميين أتراك يُدرسون في جامعة بيلجي بإسطنبول من مناصبهم بعد سماحهم لطالب في الجامعة بإنتاج فيلم عن الدعارة في إطار مشروع بحثه الجامعي.
وأغلقت إدارة الجامعة في إسطنبول القسم المسؤول عن الأفلام بها، وتبحث الشرطة في احتمال توجيه تهم جنائية للمسؤولين عن ذلك.
واحتج عدد من الأكاديميين على طريقة تعامل السلطات مع الحادث.
ولفت الحادث الانتباه إلى الصراع أحيانا بين القيم التقليدية والفنون التجريبية ونمط الحياة المتبع في إسطنبول.
وعندما عرض الطالب، دينز أوزكان، فكرة مشروع البحث الذي ينوي إعداده، تردد الأساتذة المشرفون في السماح له.
وأراد الطالب إعداد فيلم عن واقع الدعارة بما في ذلك عرض كيف أن المشاهد الجنسية المتضمنة في الفيلم مصطنعة.
وكان الأساتذة قالوا للطالب إن مشروع البحث يجب أن يحدث تأثيرا قويا عند الانتهاء من إعداده لكنه لم ينجح وفشل في تحقيق الهدف منه.
ولم ينجح الفيلم في لفت الانتباه إليه لكن عندما أجرى الطالب مقابلة مع مجلة إخبارية ووصف كيف أنه أنجز الفيلم داخل الحرم الجامعي، حدثت ضجة.
وتريد بعض الأسر التركية معرفة ما يجري في جامعة بيلجي والتي تعتبر من أفضل الجامعات الخاصة في تركيا.
وأغلقت السلطات كلية الإعلام، بالإضافة إلى إقالة ثلاثة أساتذة جامعيين يُستجوبون حاليا من قبل الشرطة.
واضطر أوزكان والطالب الذي مثل دور البطولة في الفيلم إلى الاختفاء.
ولم تعلق الحكومة التركية وإدارة الجامعة على تداعيات الحادث.
وتحظى جامعة بيلجي بسمعة جيدة باعتبارها من أفضل الجامعات الليبرالية في تركيا، وقد كانت من الجامعات التي تجاهلت قرار منع الطالبات من ارتداء الحجاب داخل الحرم الجامعي.
ولا يزال سكان مناطق كثيرة من تركيا يتمسكون بقواعد أخلاقية صارمة منها عدم شرب المشروبات الكحولية وارتداء ملابس محافظة وعدم الخوض في مواضيع جنسية علانية.
ويؤمن السياسيون في حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بهذه الأفكار.
لكن في إسطنبول يؤمن الكثير من الناس بأفكار ليبيرالية جدا فيما يخص العلاقات الجنسية. وقد يجد المتجول في إسنطبول أفلاما ومسرحيات ومعارض فنية في كل مكان يذهب إليه وهي مستفزة وتجريبية كما هو الحال في الكثير من المدن الأوروبية.