لا ندري إن جاز تسمية توقيع صفقة تبادل الأسرى إنجاز أم لا!! ولكن أي كان الحال فقد رافق التوقيع عليها فرحة فلسطينية وأخرى إسرائيلية، ولا شك أن هذا هو الجانب المشرق في الصفقة، وهو عودة الأسرى إلى أحضان عائلاتهم وأبنائهم وذويهم.
ولكن من يمعن النظر في حقيقة الحدث لا بد له أن يكتشف الجانب المظلم في هذه الصفقة، والذي يظهر قيمة الإنسان العربي. فقد كشفت هذه الصفقة حقيقة مذهلة وهي أن قيمة اليهودي تعادل ألف رجل عربي، بل ألف بطل بمقاييس النضال الفلسطيني من أجل الحرية والاستقلال وإقامة الدولة.
مؤلم جدا هذا الاعتراف بالضعف والعجز وقلة الحيلة، حين تتضح المعادلة ويتبين من خلالها قيمة الإنسان العربي سواء في وطنه أو في عيون أعدائه، والمتابع لأحداث ما يسمى بـ "الربيع العربي" لا بد له أن رأى كيف يداس المواطن تحت الأرجل وتحت عجلات السيارات ويضرب بالحذاء اذا ما وقف وطالب بالحرية أو عارض النظام.
وأنا فعلا أتساءل ما الذي جعل قيمة المواطن العربي مهما بلغ من الشجاعة في الحضيض؟ وهل تعامل النظام العربي مع المواطن بهذا الشكل يعطي شرعية للأعداء للتعامل مع العربي في كل مكان على هذا النحو؟ كيف يمكن للمواطن العربي أن يرفع من شأنه ومن قيمته في عيون الآخرين؟ ومن الذي يحدد قيمته، كيف صارت كلمة "عربي" في القواميس الأجنبية تعني الجاهل والمشرد والغبي والقبيح؟!!